الشيخ طفاح رمز الحاكم المستبد في مسلسل ( همي همك )
( همي همك ) من المسلسلات المحلية الجميلة التي عرضت على شاشة قناة السعيدة خلال شهر رمضان لهذا العام هذا المسلسل والذي يعرض للسنة الثالثة على التوالي جاء تحت عنوان ( شوتر وزنبقة ) وقد عرض المسلسل مشهداً درامياً وكوميدياً ساخراً من أوضاع القرية اليمنية المتردية وحالات التخلف والجهل والذي ظل يخيم على القرية اليمنية منذ فترة ما قبل ثورة سبتمبر 1962م واستمر حتى يومنا هذا بهذه الصورة المزرية والتي تجعل المشاهد اليمني والعربي ينظر نظرة سخرية وتهكم لليمنيين .
لكنه في ذات الوقت استطاع مؤلف المسلسل ومخرجه أن يبرز لنا ومن خلال شخصيات المسلسل كل ما يدور في اليمن من الاستبداد والاضطهاد والجهل والتخلف والمرض الذي يسود قرى اليمن – قد لا تكون هذه الصورة واضحة عندنا في حضرموت أو قرى الجنوب – فهذه شخصية ( الشيخ طفاح ) شيخ القرية في هذا المسلسل رمز للحاكم الظالم المستبد الذي أذاق الشعب ويلات العذاب طوال تاريخ حكمه , فهو الحاكم المدني والعسكري وهو مدير المدرسة ومالك أراضي القرية فهو يمتلك سجناً يعتقل ويحبس من شاء وكيف شاء بذنب أو بغير ذنب و( الشيخ طفاح ) يمثل أيضاً مثالاً ونموذجاً للمشايخ – لاسيما في المناطق الشمالية – الذين يعبثون كما يشاءون في مناطقهم دون اي رادع؛يظلمون ويقتلون وينكلون ولا تنسوا شيخ الجعاشن ومثله في كل منطقه الكثير فهم الأسياد ودونهم العبيد وهم من يحصلون على الرتب والمنح لأولادهم والمناصب في معظم الدوائر وترشيحهم في البرلمان(مجلس الشيوخ اليمني) وغيرها.
وابنه ( عوض ) ذلك الشاب المستهتر هو نسخة طبق الأصل لأبيه ( الشيخ طفاح ) في الظلم والاستغلال وإن يكن ضحايا أبيه كثر – بلا شك - فإن ( عوض ) الذي ذهب ليدرس في مصر الطب ليعود بعد ذلك بشهادة مزورة بعد أن طرد من الجامعة بسبب استهتاره – الذي يكتشف لاحقاً- ليعطي لنا صورة للطبيب المستهتر بحياة الناس , الدكتور الذي يتعاطى القات والمخدرات ويعربد مع رفقاء السوء , مستغلاً مكانة والده في القرية , ليس هذا فحسب بل أن الحقد الذي كان يغلي في صدره على الدكتور( نوري ) ابن ( فتيني ) الذي حصل على شهادة البكلاريوس من كلية الطب جعله يقدم على قتل ( نورية ) خطيبة الدكتور ( نوري ) قبل موعد الزواج بفترة قصيرة ليحرق قلبه عليها لتكون أول ضحاياه , ولكي يغطي جريمته يختطف شفيقة بنت العم ( شوتر ) الصديقة الحميمة والوفية لنورية ويقوم بحبسها واغتصابها حتى لا تشهد بأنه قام بتهديدها بالقتل يا للعار ! فألصقت التهمة بالأستاذ( مبروك ) المدرسة في مدرسة القرية الذي سبق وأن تقدم لخطبتها ولكن أبوه رفض بأنه هرب بها واغتصبها !
ومع كل جريمة وعربدة من عربدات ( الشيخ عوض ) كان والده يتستر عليه كونه ابنه الوحيد ولكن كيف كانت نهاية الشيخ طفاح وابنه عوض بل كيف كانت نهاية الحاكم الظالم المستبد ؟
أبناء القرية وهم ( أسرة شوتر وزوجته زبنقة وابنه وابنتيه و زوجته المصرية ( أم جمعة ) وابنها جمعة الطبيب البيطري بالقرية وفتيني وابنه نوري وغيرهم ممن اكتووا بنار ظلم واستبداد الشيخ طفاح ) يمثلون رمزاً للشعب اليمني المغلوب على أمره الذين يجرعوا ويلات العذاب طوال تلك السنين هبوا هبة رجل واحد وزحفوا على الشيخ طفاح في بيته ورفعوا أصواتهم المطالبة بالتحرر من الظلم والاستعباد وقالوا لأول مرة للحاكم المستبد ( لا وألف لا ) لتحضر في اللحظات الأخيرة أجهزة الأمن لتلقي القبض على طفاح وابنه ومحاسبتهم جراء ما ارتكبوه في حق أهل القرية ولكن ماذا بعد ؟
ما المصير الذي سيلقاه الشيخ طفاح وابنه ومن هم على شاكلتهما من الشيوخ الذين نراهم اليوم تكتظ بهم ساحات الحرية والتغيير ممن حرموا من يقع تحت حكمهم من حريتهم وأذاقوهم العذاب والاستبداد ؟!
إن ثورة الشباب على النظام لابد قبل المطالبة بإسقاط النظام أن تبدأ بالقضاء على هؤلاء الشيوخ الظلمة الذينيستعبدون البشر في الأرياف دون أن يعرف الشعب أنهم هم سبب الخراب والفساد في الوطن وما نشاهده اليوم في الساحات ليس إلاسفلتة الطريق لهم ليستعبدونا من جديد ولكن بثوب ثوري .
أرجو أن تضعوا تعليقاتكم وملاحظاتكم على هذا المسلسل .
الرئيسية 
تسجيل دخول الاعضاء 
موضوع: الشيخ طفّاح رمز الحاكم المستبد ..! 
الإثنين سبتمبر 05, 2011 10:13 pm