خاصة الآباء والمدرسين
الحمد لله , والصلاة والسلام على
رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , ثم أما بعدُ :
وقال القلقشندى في (صبح الأعشى 1/248) :
فالشطار جمع شاطر, وهو في أصل
اللغة: اسم لمن أعيى أهله خبثا , يقال منه : شَطَرَ
وشطُر بالفتح والضم شطارة بالفتح فيهما , ثم استعمل في الشجاع الذي أعيى الناس شجاعة , وغلب
دورانه على لسان العامة , فامتهن وابتذل .
وقال الفيروز آبادي في (القاموس
المحيط – مادة شطر) : الشاطر من أعيى أهله خبثا , وشطر عنهم : نزح عنهم مراغما .
وجاء في المعجم الوسيط : (الشاطر)
: الخبيث الفاجر , وعند الصوفية : السابق المسرع إلى الله , والفهِم المتصرف .
وجاء في العامي الفصيح – أحد
إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة – الشاطر في العامية : الماهر في
عمله , وفي الفصحى : الخبيث الفاجر .
وقال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه
الله – في (معجم المناهي اللفظية ) : الشاطر هو بمعنى قاطع الطريق , وبمعنى
الخبيث الفاجر , وإطلاق المدرسين له على المتفوق في الدرس خطأ , فليتنبه .
نعم , (الشاطر) في اصطلاح
الصوفية : هو السابق المسرع إلى الله , فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصوفي إلى
تلقينه للطلاب . اهـ
وما ذُكِرَ – آنفا – من كلام
أهل اللغة هو المعروف المستعمل في كلام الفقهاء والمحدثين وغيرهم , ومن ذلك :
قول ابن معين في ( الحًسين بن
الفرج الخياط البغدادي ) : كذاب صاحب سكر شاطر .(الجرح والتعديل لأبي حاتم 3/62)
وذكر الذهبي في (السير8/437) عن
الفضل بن موسى قال : كان الفضيل – ابن عياض – شاطرا يقطع الطريق .
فتبين بهذا كله قبح هذه الكلمة
وسوء معناها , فليعدل عنها الآباء والمدرسون وغيرهم – ممن يستعملها – إلى ما لا قبح فيه كـ (ماهر) و(حاذق) و(ذكي) و(جيد) و(طيب) ونحو ذلك , والله أعلم , وصلى الله
على نبينا محمد وعلى آله
صحبه وسلم